( جرائم على الشبكة العنكبوتية )

رضا البطاوى

مواضيع مغلوطه وغير صحيحة
موقوف
إنضم
14/7/21
المشاركات
2,586
مستوى التفاعل
26
النقاط
48
الجنس
ذكر
تم تعديل الموضوع كليا
إدارة المنتدي
لا شك أن التطور التكنولوجي الأكبر الذي يعيد صوغ حياة الناس في الآونة الأخيرة هو ظهور شبكة الإنترنت التي أحدثت ثورة حقيقية في نظم الإدارة والعمل الحياة.. وإذا كان لكل تقدم ضريبته، فإن ضريبة الإنترنت لم تتأخر، بل جاءت مواكبة لظهور الشبكة، ألا وهو جرائم الإنترنت، وهي جرائم تختلف في معناها ومبناها عما نعرفه من الجرائم الأخرى. فالجاني لا يحمل مسدسًا ولا يسطو على مبنى ولا يحتاج لأن يغتال الحراس. فهو قابع في بيته في مكان قصي من العالم وبكبسة زر على (الماوس) يستطيع أن يدخل إلى الشبكة التي يريدها، سواء كانت لوزارة أو بنك أو مؤسسة، ويفعل فيها ما يشاء، أما الضحايا من الأفراد فالإيقاع بهم أسهل، ذلك أن المؤسسات والوزارات غالبًا ما تتبع نظم أمن عصية على الاختراق تحتاج إلى محترفين، بعكس الأفراد.
ترى كيف نحمي أنفسنا من تلك الجرائم، وكيف تواجهها دول العالم سواء بالإجراءات أو التشريعات، وكيف نكتشف المجرمين على الإنترنت؟
في البداية سألنا الدكتور زكريا الزَّامل عن المقصود بجرائم الإنترنت فقال: هي امتداد لما عرف بجرائم الحاسوب، والمقصود بجرائم الحاسوب كل عمل إجرامي (غير قانوني) يرتكب باستخدام الحاسوب كأداة أساسية. ودور الحاسوب في تلك الجرائم قد يكون هدفًا للجريمة أو أداة لها.
وعندما ظهرت شبكة الإنترنت ودخلت جميع المجالات كالحاسوب بدءًا من الاستعمال الفردي ثم المؤسسي والحكومي كوسيلة مساعدة في تسهيل حياة الناس اليومية، انتقلت جرائم الحاسوب لتدخل فضاء الإنترنت، فظهر ما عرف بجرائم الإنترنت كأداة أساسية، وكما هو الحال في جرائم الحاسوب كذلك جرائم الإنترنت قد تكون الإنترنت هدفًا للجريمة أو أداة لها.

ويقسّم المهندس حمد بن عبد العزيز السليم – مدير مركز أمن المعلومات بوحدة خدمات الإنترنت في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية – جرائم الإنترنت ضمن فئات متعددة تحكمها بعض الأسس والمعايير لعدة معطيات أبرزها:
  • جرائم تتعلق بمعطيات الحاسوب كإتلاف وتشويه البيانات والمعلومات وبرامج الحاسوب والتحوير والتلاعب في المعلومات المخزنة داخل نظم الحاسوب واستخدامها كتزوير المستندات المعالجة آليًا واستخدامها.
  • جرائم تتعلق بالشخصيات أو البيانات المتصلة بالحياة الخاصة وتشمل جرائم الاعتداء على المعطيات السرية أو المحمية وجرائم الاعتداء على البيانات الشخصية المتصلة بالحياة الخاصة.
  • جرائم ترتبط بحقوق الملكية الفكرية لبرامج الحاسوب ونظمه (جرائم قرصنة البرمجيات) أشهرها نسخ وتقليد البرامج والصفحات والمعلومات والتصميمات وإعادة إنتاجها دون ترخيص والاعتداء على العلامة التجارية وبراءة الاختراع.
  • انتحال شخصية أخرى بطريقة غير شرعية على الإنترنت يهدف الاستفادة من مكانة تلك الشخصية أو لإخفاء هوية المجرم لتسهيل ارتكابه لجرائمه.
  • المضايقة والملاحقة وهما نوع حديث من الجرائم المتزايدة باستمرار مع كل تحديث يطال برامج الحوارات والدردشة برسائل تهديد وتخويف لإحكام السيطرة والتحكم في الضحية.
  • التغرير والاستدراج وهما من أشهر جرائم الإنترنت وأكثرها انتشارًا خاصة بين أوساط صغار السن من مستخدمي الشبكة، وهذه الجريمة تقوم على عنصر الإيهام في تكوين علاقات من قبل المجرمين.
  • التشهير وتشويه السمعة حيث تعتبر شبكة الإنترنت مسرحًا غير محدود لأنها تتلقى كل ما يدرج عليها دون قيد أو رقابة لذا ينشأ عنها حالات سلبية شاذة من أشخاص تم التشهير بهم عبر إيراد معلومات مغلوطة.
  • صناعة ونشر الإباحية مما يحضُّ القاصرين على أنشطة جنسية غير مشروعة، وصناعة الإباحية من أشهر الصناعات الحالية وأكثرها رواجًا خاصة في الدول الغربية والأسيوية.
  • النصب والاحتيال نظرًا لأن الإنترنت مجال رحب تمارس فيه جميع أشكال التعاملات إلا هذه الميزة شابتها سلبيات عديدة أبرزها إمكانية النصب والاحتيال بخرق هذه التعاملات.
تحدٍّ جديد:يكاد يكون هناك تسليم من الخبراء على أن جرائم الإنترنت تمثل تحديًا جديدًا في عالم الجريمة، ويسرد الدكتور زكريا الزامل الأسباب التي تضفي على هذه الجرائم تلك الصفة:

  • صعوبة التعرف على هوية الجاني، فهو لا يترك أثرًا لجريمته، وإن وجد فقد لا تدل عليه.
  • وجود بعض العقبات في محاكمة الجاني حال اكتشاف هويته إذا كان من بلد لا يعتبر ما قام به جرمًا.
  • اتساع شريحة الجناة لتشمل صغار مستخدمي الإنترنت، بسبب توفر الوسائل والبرامج المستخدمة في التخريب لصغار المستخدمين على الإنترنت، مما يجعل جرائم الإنترنت لا تتطلب خبرة عالية.
  • عدم وجود قوانين صارمة للحد من جرائم الإنترنت.
  • نقص الوعي بسلبية الاستخدام السيئ للإنترنت، مما يجعل البعض ينظر للأعمال التخريبية على الإنترنت – كاختراق المواقع – عمل بطولي.
    ومما يأكد خطورة جرائم الإنترنت – والكلام ما زال على لسان الدكتور زكريا الزامل – أنها في كثير من الأحيان لا تتطلب خبرة فائقة، ولهذا فكثير منها يقع في فئة الشباب.
    الأموال والأرواح أيضا:كما أن الخسائر في تلك الجرائم تشمل كل شيء بدءًا بالأموال وانتهاءً بالأرواح:
    في بنك لويدز في أمستردام قام شاب عمره 26 سنة بتحويل مبلغ 8.4 مليون دولار عبر نظام الحوالات العالمية من فرع هذا البنك في نيويورك إلى حساب في بنك آخر في سويسرا. واعتقلت الشرطة في إحدى مدن ولاية أوريجن الأمريكية شابًا عاطلاً عن العمل عمره 26 عامًا استخدم أحد مواقع الدردشة على الإنترنت لتنظيم انتحار جماعي فيما يسمى بعيد الحب هذا العام لمن لم يوفق في حياته العاطفية.

    اختراع العصر يولد جرائمه:كما كان اختراع الإنترنت خطورة جبارة في مسيرة تقدم البشرية دفع البعض إلى أن يعتبره أهم اختراع في القرن الأخير، فإن جرائم الإنترنت خطت هي الأخرى بعالم الجريمة إلى آفاق رحبة، فالسطو على بنك مثلاً لم يعد يتطلب تلك الإجراءات والاستعدادات التي تشاهد في أفلام الجريمة، ولم يعد الأمر بحاجة إلى عصابة كاملة، بل إلى فرد واحد قد لا يحتاج الأمر منه أن يغادر بيته. دراسة كندية أجرت مقارنة بين السطو المسلح والسطو الإلكتروني على البنوك؛ فاكتشفت أن معدل الخسارة الناجمة عن جريمة السطو المسلح على البنك يصل إلى 3200 دولار للحالة الواحدة، ترتفع إلى 22500 دولار في حالة السطو عبر الغش والخداع، وتقفز إلى 430 ألف دولار في حالة السطو الإلكتروني. ليس هذا فحسب بل تنخفض معدلات ضبط الجناة من 95% في حالة السطو المسلح إلى 5% في حالة السطو الإلكتروني. أما ملاحقة الجناة قضائيًا فلا تتجاوز 1% من حالات السطو الإلكتروني.
    إذن نحن أمام ملامح جديدة لجرائم جديدة في عصر جديد، جرائم تختلف عما عهدناه من قبل، جرائم يسهل إخفاء معالمها بالقدر الذي يصعب تتبع مرتكبيها فهم يسبحون بين مليار مستخدم لشبكة الإنترنت لا تقف دونهم حدود دولية ولا يمنعهم بعد المكان ولا اختلاف المواقيت من ارتكاب جرائمهم، وهم ذوو حرفية عالية تمكنهم من التغلب على كل إجراءات الحماية الإلكترونية.
    لغة الأرقام:لغة الأرقام تؤكد أننا أمام تحدٍّ خطير، فخسائر الشركات الصناعية والتجارية في بريطانيا من جرائم الإنترنت تجاوزت 1.1 مليار جنيه استرليني. أما مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (FBI) فقدر حجم الخسائر الناجمة عن الجرائم الإلكترونية في أمريكا بحوالي 10 مليارات دولار سنويًا عام 1998م، ارتفعت إلى 14 مليار عام 2004م. والمثير أن 17% فقط من الضحايا يبلِّغون عن هذه الجرائم التي يصل معدلها إلى ألف جريمة يوميًا. معهد أمن المعلومات أجرى دراسة مسحية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالية على 538 مؤسسة وشركة أمريكية فتبين أن 85% منها تعرضت لاختراقات إلكترونية، 70% منها جاءت عبر الإنترنت، و65% منها ألحقت خسائر مادية بالمؤسسة. ولم يتمكن سوى 35% من الشركات من حصر هذه الخسائر. لم يكن غريبًا والأمر كذلك أن يطلب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون في يناير عام 2000م من الكونجرس تخصيص 2 مليار دولار لمكافحة جرائم الإنترنت.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
lGPsaFq.gif

158378741.gif
 
بارك الله فيك
 
سلمت يداك أخي الفاضل وبارك الله فيك
Jzak.allah8.gif
 
بارك الله فيك أخي
زادك الله من فضله
 
حفظك الله ورعاك وجعل الجنة مثواك
 
عودة
أعلى