قرار خطأ واحد غير مجرى التاريخ بالكامل !!
ومهد لنجاح العـ ـدوان الصـ ـليبي ..
=====================
..خطأ غير مقصود فعله السلطان السلجوقي "ملكشاه" ، أدى الى تغيير مجرى التاريخ ومزق الدولة ، وأدى الى نجاح الغـ ـزو الصـ ـليبي .
في العام 1072م ، تبوأ السلطان "ملكشاه" الأول عرش الدولة السلجوقية بعد وفاة والده "ألب أرسلان".
تحت قيادته شهدت الدولة أوج قوتها وإتساعها ، حيث إمتدت حدودها من الصين شرقًا إلى مضيق البوسفور غربًا ، ومن القوقاز شمالًا إلى المحيط الهندي جنوبًا.
كانت قوة السلطان وجـ ـيشه تضاهي أقوى الجـ ـيوش في العالم آنذاك ، وأخذت دولة الروم تدفع الجزية طائعة ، دون أن تجرؤ على التمرد أو التلكؤ.
في تلك الفترة تميز "ملكشاه" بحنكته وذكائه ، حيث قام بنقل مقر الحكم من (الري) إلى (أصفهان) ، محولًا إياها إلى عاصمة مزدهرة تجمع بين القوة العسـ ـكرية والتطور الثقافي والعلمي.
وكان السلطان يرسل جـ ـيوشًا لصد الأعداء وتوسيع رقعة الدولة ، ليؤكد بذلك أن الدولة السلجوقية لا تقهر.
لكن .. كما في الأساطير التراجيدية ، كان للتاريخ رأي آخر.
ففي لحظة ضعف وإنصات لرغبات زوجته المدللة "تركان خاتون" ، قرر "ملكشاه" نقل ولاية العهد من ابنه الأكبر "بركيا روق" ، إلى إبنها الصغير "محمود".
ربما تخيل السلطان أن ابنه "محمود" سيتربى تحت نظره ، يتعلم فنون الحكم ويستعد لقيادة الدولة ، لكن القدر لم يمنحه تلك الفرصة ، إذ وافته المنية فجأة في شوال سنة 485ھ - 1092م ، وهو لا يزال في ريعان شبابه ، لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره.
وهكذا نشبت النار في هشيم الدولة السلجوقية ، أعلن "بركيا روق" نفسه سلطانًا ، مما أشعل حـ ـربًا أهلية بين أنصاره وأنصار "تركان خاتون" و ابنها "محمود".
تفرقت جـ ـيوش السلاجقة بين الطرفين ، وسالت الـ ـدماء في صراع على السلطة ، ولم يكن هذا سوى بداية الفوضى.
عندما سمع ملك الشام "تتش" بالخلاف بين أبناء أخيه ، لم يتردد في إعلان نفسه سلطانًا على الدولة السلجوقية.
كان "ملكشاه" قد كلفه قبل موته بمهمة إنتزاع موانئ الشام من العبيديين والزحف على مصر للقضاء على الدولة الفاطمية.
ولكن "تتش" تخلى عن تلك المهمة ، واندفع نحو النزاع على السلطة ، وخضع قادة السلاجقة في الشام له ، وزحف بجـ ـيشه على مدن الجزيرة الفراتية ، وإستولى عليها.
تتالت المعـ ـارك ، والتحمت الجـ ـيوش ، لكن الهزيمة كانت حليف "تتش" بسبب خيانة بعض قادته الذين إنضموا إلى "بركيا روق".
عاد "تتش" إلى الشام ، وقتل والي (حلب) "آقسنقر" الذي تخلى عنه في المعـ ـركة ، وجمع قوات جديدة وزحف مرة أخرى على (أصفهان).
ولكن هذه المرة كانت نهايته ، حيث قـ ـُتل في المعـ ـركة الشرسة التي دارت بينه وبين "بركيا روق" في عام 1095م.
بموته تمزقت الدولة السلجوقية إلى شظايا ، و أعلن كل صاحب مدينة نفسه ملكا ، ولم يعد بوسع أي منها التصدي للغـ ـزو الصـ ـليبي الذي بدأ عام 1096م.
إنقسمت مملكة "تتش" في الشام بين ابنيه ، "رضوان" الذي حكم (حلب) ، و"دقاق" الذي حكم (دمشق).
ودارت الحرب بين الأخوين ، مما أضعف الشام ، وأدى إلى نجاح الحملة الصـ ـليبية التي وجدت في الإنقسام والتشتت حليفًا غير متوقع.
وها نحن نرى التاريخ يعيد نفسه ... لكن العبر لا تزال منسية ..!!
لقد كانت الدولة السلجوقية كالصخرة العظيمة .. تحطمت إلى شظايا لا تقوى على مواجهة العواصف.
فمتى ستتعلم أمة الإسلام من دروس التاريخ
منقول
ومهد لنجاح العـ ـدوان الصـ ـليبي ..
=====================
..خطأ غير مقصود فعله السلطان السلجوقي "ملكشاه" ، أدى الى تغيير مجرى التاريخ ومزق الدولة ، وأدى الى نجاح الغـ ـزو الصـ ـليبي .
في العام 1072م ، تبوأ السلطان "ملكشاه" الأول عرش الدولة السلجوقية بعد وفاة والده "ألب أرسلان".
تحت قيادته شهدت الدولة أوج قوتها وإتساعها ، حيث إمتدت حدودها من الصين شرقًا إلى مضيق البوسفور غربًا ، ومن القوقاز شمالًا إلى المحيط الهندي جنوبًا.
كانت قوة السلطان وجـ ـيشه تضاهي أقوى الجـ ـيوش في العالم آنذاك ، وأخذت دولة الروم تدفع الجزية طائعة ، دون أن تجرؤ على التمرد أو التلكؤ.
في تلك الفترة تميز "ملكشاه" بحنكته وذكائه ، حيث قام بنقل مقر الحكم من (الري) إلى (أصفهان) ، محولًا إياها إلى عاصمة مزدهرة تجمع بين القوة العسـ ـكرية والتطور الثقافي والعلمي.
وكان السلطان يرسل جـ ـيوشًا لصد الأعداء وتوسيع رقعة الدولة ، ليؤكد بذلك أن الدولة السلجوقية لا تقهر.
لكن .. كما في الأساطير التراجيدية ، كان للتاريخ رأي آخر.
ففي لحظة ضعف وإنصات لرغبات زوجته المدللة "تركان خاتون" ، قرر "ملكشاه" نقل ولاية العهد من ابنه الأكبر "بركيا روق" ، إلى إبنها الصغير "محمود".
ربما تخيل السلطان أن ابنه "محمود" سيتربى تحت نظره ، يتعلم فنون الحكم ويستعد لقيادة الدولة ، لكن القدر لم يمنحه تلك الفرصة ، إذ وافته المنية فجأة في شوال سنة 485ھ - 1092م ، وهو لا يزال في ريعان شبابه ، لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره.
وهكذا نشبت النار في هشيم الدولة السلجوقية ، أعلن "بركيا روق" نفسه سلطانًا ، مما أشعل حـ ـربًا أهلية بين أنصاره وأنصار "تركان خاتون" و ابنها "محمود".
تفرقت جـ ـيوش السلاجقة بين الطرفين ، وسالت الـ ـدماء في صراع على السلطة ، ولم يكن هذا سوى بداية الفوضى.
عندما سمع ملك الشام "تتش" بالخلاف بين أبناء أخيه ، لم يتردد في إعلان نفسه سلطانًا على الدولة السلجوقية.
كان "ملكشاه" قد كلفه قبل موته بمهمة إنتزاع موانئ الشام من العبيديين والزحف على مصر للقضاء على الدولة الفاطمية.
ولكن "تتش" تخلى عن تلك المهمة ، واندفع نحو النزاع على السلطة ، وخضع قادة السلاجقة في الشام له ، وزحف بجـ ـيشه على مدن الجزيرة الفراتية ، وإستولى عليها.
تتالت المعـ ـارك ، والتحمت الجـ ـيوش ، لكن الهزيمة كانت حليف "تتش" بسبب خيانة بعض قادته الذين إنضموا إلى "بركيا روق".
عاد "تتش" إلى الشام ، وقتل والي (حلب) "آقسنقر" الذي تخلى عنه في المعـ ـركة ، وجمع قوات جديدة وزحف مرة أخرى على (أصفهان).
ولكن هذه المرة كانت نهايته ، حيث قـ ـُتل في المعـ ـركة الشرسة التي دارت بينه وبين "بركيا روق" في عام 1095م.
بموته تمزقت الدولة السلجوقية إلى شظايا ، و أعلن كل صاحب مدينة نفسه ملكا ، ولم يعد بوسع أي منها التصدي للغـ ـزو الصـ ـليبي الذي بدأ عام 1096م.
إنقسمت مملكة "تتش" في الشام بين ابنيه ، "رضوان" الذي حكم (حلب) ، و"دقاق" الذي حكم (دمشق).
ودارت الحرب بين الأخوين ، مما أضعف الشام ، وأدى إلى نجاح الحملة الصـ ـليبية التي وجدت في الإنقسام والتشتت حليفًا غير متوقع.
وها نحن نرى التاريخ يعيد نفسه ... لكن العبر لا تزال منسية ..!!
لقد كانت الدولة السلجوقية كالصخرة العظيمة .. تحطمت إلى شظايا لا تقوى على مواجهة العواصف.
فمتى ستتعلم أمة الإسلام من دروس التاريخ
منقول