- إنضم
- 3/7/21
- المشاركات
- 26,429
- الحلول
- 12
- مستوى التفاعل
- 1,585
- النقاط
- 113
- العمر
- 54
- الإقامة
- سوهاج
- الجنس
- ذكر
«ما حجبه الله كان أعظم»، مقولة تدل على الرضا بمشيئة الله وقضائه وضرورة الحمد باستمرار، فلا يعلم الناس ما هي الحكمة من منع الله لشيء قد يتمناه الإنسان، فربما يكون الخير في الاتجاه الآخر، وتعد تلك المقولة من المقولات الدارجة والمقصود منها التدليل على الرضا بما قسمه الله، ولهذه المقولة قصة: حيث يحكى عن رجل خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عن بيته قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائماً ما يردّد قول: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وبينما هما يسيران في طريقهما، كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل كعادته: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل أي شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، وما كان به إلا أنه قال كعادته: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فقام الابن على الفور وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يُكملان المسيرة، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم ويعاني من الألم الشديد الذي لحق به، فقال الرجل لابنه: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟ فرد عليه الأب قائلاً: لا تتعجل.. فقط أًصبر وقد تريك الأيام الحكمة من وراء ذلك، وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة التي كانا في طريقهما إليها، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها. وهنا نظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا هلكنا مع من هلكوا من سكان المدينة، وتوجّه إليه ناصحاً: ليكن هذا منهاج حياتك لكي يستريح القلب من الوجل والقلق، ومن حينها أصبح مقولة «ما حجبه الله كان أعظم» تتردّد على لسان الابن في كل المواقف وانتشرت ما بين الناس لما رأوه فيها من حكمة قادرة على إدخال الطمأنية في القلوب والرضا بمشيئة الله وبقضائه وقدره.
منقول
منقول