- إنضم
- 14/7/21
- المشاركات
- 2,586
- مستوى التفاعل
- 26
- النقاط
- 48
- الجنس
- ذكر
قراءة في مقال الروح البشرية في الميزان
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول الروح في البشر وقد استهل مقاله بأن الجسد لا ينفع من دون الروح فقال :
"مثلما لا تعمل أجهزتنا المنزلية بدون كهرباء فالجسد البشري أيضا لا يعمل بدون روح، ومتى ما غادرته هذه الروح تحول إلى كتلة عضوية عديمة الفائدة أي مثل الأجهزة الكهربائية المعطوبة، لكن مع فارق بسيط، وهو أن الأجساد البشرية الميتة ينتهي بها المطاف إلى المدافن وليس إلى مكبات النفايات طبعا هذا كلام جميل ومنطقي طالما شنف رجال الدين به أسماعنا لتفسير لغز الموت الأزلي لكنه للأسف كلام لا يمكن أثباته علميا، فالروح لا يمكن قياسها كما تقاس الكهرباء ولا توجد طريقة للاستدلال على وجودها "
وتحدث عن قيام طبيب بعمل تجربة لقياس الروح كوزن أو كم فقال :
" لهذا وبدافع من العقيدة الدينية، شمر طبيب أمريكي عن ساعده ليثبت بأن الروح يمكن أن تقاس أيضا! ومن اجل هذه الغاية خاض غمار تجربة اعتبرها البعض من أكثر التجارب غرابة - أوجنونا - في تاريخ العلم"
وتحدث عن وجود أشياء يمكن معرفتها بدون الرؤية كدليل على وجود الروح فقال :
"منذ آلاف السنين والأنسان يفكر في الروح ويبحث في اسرارها هناك العديد من الأمور التي يصعب على حواسنا إدراكها، لكن ذلك لا يعني بالطبع عدم وجودها فمثلا نحن لا نستطيع رؤية الهواء الذي يملئ الغرفة لكننا متأكدون من وجوده طالما بإمكاننا التنفس، ونحن لا نستطيع رؤية ذبذبات الراديو والتلفاز والهاتف الخلوي لكن عمل هذه الأجهزة بصورة سليمة هو حكاية عن تردد تلك الذبذبات الأمثلة في هذا المجال كثيرة وغالبا ما يحتج بها المؤمنون بالحياة الأخرى لإثبات وجود الروح التي هي بالنسبة إليهم كالهواء والذبذبات قد لا نستطيع رؤيتها أو الإحساس بها لكنها موجودة حتما"
وتحدث عن أمن الناس مختلفون في وجود الروح وهى النفس من عدمها فقال :
"الجدل حول الروح ضارب في القدم، تناوله الفلاسفة ورجال الدين والعلماء لآلاف السنين ما بين مؤمن بوجود الروح وآخر جاحد لها مكذب بها كليا، ولكل من الفريقان حججه وأدلته التي لا تتعدى أطار الفرضيات والنظريات التي هي أقرب إلى الخيال وأبعد ما تكون عن المنهج العلمي السليم "
وكرر الحديث عن أن الطبيب الأمريكى أراد إثبات وجود الروح علميا عن طريق وزنها فقال :
"لكن الطبيب الأمريكي دانكن ماكدوغال (Duncan MacDougall) قرر الذهاب إلى ابعد من ذلك الجدل اللفظي العقيم وصمم على إماطة اللثام عن حقيقة الروح عن طريق التجربة والبرهان لكن كيف سيفعل ذلك؟ وما هو السبيل إلى إدراك ما لا يمكن إدراكه؟!
- "سأقوم بوزن الروح البشرية" قال الطبيب ماكدوغال بهدوء وثقة مخاطبا عددا من زملاءه وأصدقاءه خلال إحدى السهرات الاجتماعية المقامة في منزل احد أطباء مدينة هافر هيل الأمريكية في عام 1907
- "لكن كيف ستفعل ذلك هل ستضعها على كفة ميزان؟! " تسأل أحد الحاضرين بسخرية بينما ارتفعت من هنا وهناك بعض القهقهات الخافتة والضحكات المكتومة
- "بإمكانكم السخرية كما تشاءون" رد الطبيب ماكدوغال وقد احمرت وجنتاه غضبا ثم أردف بحزم وهو ينتصب قائما ليغادر: "نعم أيها السادة هذا بالضبط ما انوي فعله سأضع الروح على كفة ميزان""
ماذا فعل الطبيب لكى يثبت وجود الروح عن طريق القياس هذا ما تحدث عنه العطار فقال :
"سخرية المجتمع الطبي من فكرة ماكدوغال لم تفت في عضده ولا ثنته عما كان ينوي فعله وقد زاد من عزيمته وإصراره تطوع أربعة أطباء شباب لمساعدته بعد أن شرح لهم فكرته بأسلوب مبسط:
- " يجب أولا الحصول على أشخاص مصابين بأمراض عضال في مرحلة متأخرة من المرض لا ينفع معها العلاج وميئوس من شفائهم أي أنهم يحتضرون وسيموتون لا محالة خلال فترة قصيرة سنعتني بهم جيدا وفي ساعاتهم الأخيرة سنقوم بقياس أوزانهم بدقة ثم ننتظر مفارقتهم الحياة لنقوم بوزنهم مرة أخرى، والفرق بين الوزنين سيكون هو وزن الروح التي غادرت الجسد توا"
يا لها من خطة "عبقرية"!! التجربة بأكملها قائمة على معادلة رياضية غاية في البساطة:
وزن المريض قبل الموت - وزن المريض بعد الموت = وزن الروح البشرية"
بالطبع تجربة ممكنة ولكنها قد تحتاج لسنوات انتظارا لموتهم وقد يموتون والأطباء غير موجودين ومن ثم يكون القياس خاطىء بعدها عندما يأتون
وتحدث عن ان الطبيب قام بصناعة ميزان دقيق لاثبات تجربة القياس فقال :
"لكن وضع هذه الفكرة أو المعادلة حيز التنفيذ لم يكن بنفس البساطة فقد توجب أولا الحصول على ميزان يكون في غاية الدقة، وهذا الأمر لم يكن سهلا في ذلك الزمان، فلا تنسى عزيزي القارئ بأننا نتكلم عن عام 1907، حيث لم تكن التكنولوجيا متطورة كما هو الحال عليه اليوم لهذا قام الطبيب ماكدوغال بتصميم وصناعة ميزانه الخاص الذي كان بإمكانه قياس الأوزان بدقة تصل إلى عشر الأونصة (3 غرامات)، وكان هذا الميزان العملاق يتألف من كفتين معدنيتين ضخمتين يوضع في إحداهما المريض وسريره وفي الأخرى توضع أوزان معدنية مساوية لوزن الكفة الأولى ثم تتم مراقبة الميزان باستمرار لملاحظة وتسجيل أي اختلاف يطرأ على توازن الكفتين بالنسبة للمرضى"
وتحدث عن أن الموتى كانوا كثرة في زمن الطبيب ومن ثم حصل على العديد من المرضى الذين ماتوا فيما بعد فقال :
" فلم يكن من الصعب على الأطباء مثل ماكدوغال وزملاءه الحصول على أشخاص يحتضرون في ذلك الزمان، فالأمراض والأوبئة كالسل والحمى الصفراء كانت متفشية آنذاك، وبسبب عدم توفر المضادات الحيوية والعلاجات المناسبة فقد كانت احتمالات شفاء المصابين ضئيلة جدا، كانوا في الحقيقة يعتبرون حالات ميئوس منها وغالبا ما كانوا ينبذون في المصحات والمستشفيات بانتظار مفارقتهم الحياة، وبالطبع لم يكن من الصعب أقناع بعض أولئك المساكين اليائسين من الخضوع للتجارب مقابل الحصول على العناية والرعاية الطبية"
وذكر العطار ما قاله الطبيب عما حدث مع ميزانه والمرضى فقال :
"أول تجارب ماكدوغال وزملاءه كانت مع رجل مصاب بمرض السل، وارى من الصواب هنا أن اترك الطبيب ماكدوغال يحدثكم بنفسه عن تلك التجربة كما وصفها لأحد صحفيي جريدة الـ "نيويورك تايمز" في 11 آذار / مارس عام 1907:
"أنا وأربعة أطباء آخرين تحت أشرافي قمنا بأجراء التجربة الأولى على مريض محتضر بمرض السل (كان مرضا قاتلا آنذاك)، هذا الرجل كان نموذجا للمزاج الأمريكي الشائع، لم يكن شديد الاضطراب ولا مطبوعا على البرودة واللامبالاة قمنا بوضعه قبل ساعات قليلة من وفاته على كفة الميزان الذي قمت أنا بتصميمه وصناعته والذي ضبطنا توازنه بشكل دقيق وبعد أربعة ساعات وبتواجد خمسة أطباء في الغرفة مات ذلك الرجل وفي اللحظة التي فارق فيها الحياة هبطت الكفة المقابلة من الميزان بصورة مفاجئة وبشكل مثير للدهشة كأنما هناك شيء ما تم رفعه من جسد ذلك الرجل دفعة واحدة""
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول الروح في البشر وقد استهل مقاله بأن الجسد لا ينفع من دون الروح فقال :
"مثلما لا تعمل أجهزتنا المنزلية بدون كهرباء فالجسد البشري أيضا لا يعمل بدون روح، ومتى ما غادرته هذه الروح تحول إلى كتلة عضوية عديمة الفائدة أي مثل الأجهزة الكهربائية المعطوبة، لكن مع فارق بسيط، وهو أن الأجساد البشرية الميتة ينتهي بها المطاف إلى المدافن وليس إلى مكبات النفايات طبعا هذا كلام جميل ومنطقي طالما شنف رجال الدين به أسماعنا لتفسير لغز الموت الأزلي لكنه للأسف كلام لا يمكن أثباته علميا، فالروح لا يمكن قياسها كما تقاس الكهرباء ولا توجد طريقة للاستدلال على وجودها "
وتحدث عن قيام طبيب بعمل تجربة لقياس الروح كوزن أو كم فقال :
" لهذا وبدافع من العقيدة الدينية، شمر طبيب أمريكي عن ساعده ليثبت بأن الروح يمكن أن تقاس أيضا! ومن اجل هذه الغاية خاض غمار تجربة اعتبرها البعض من أكثر التجارب غرابة - أوجنونا - في تاريخ العلم"
وتحدث عن وجود أشياء يمكن معرفتها بدون الرؤية كدليل على وجود الروح فقال :
"منذ آلاف السنين والأنسان يفكر في الروح ويبحث في اسرارها هناك العديد من الأمور التي يصعب على حواسنا إدراكها، لكن ذلك لا يعني بالطبع عدم وجودها فمثلا نحن لا نستطيع رؤية الهواء الذي يملئ الغرفة لكننا متأكدون من وجوده طالما بإمكاننا التنفس، ونحن لا نستطيع رؤية ذبذبات الراديو والتلفاز والهاتف الخلوي لكن عمل هذه الأجهزة بصورة سليمة هو حكاية عن تردد تلك الذبذبات الأمثلة في هذا المجال كثيرة وغالبا ما يحتج بها المؤمنون بالحياة الأخرى لإثبات وجود الروح التي هي بالنسبة إليهم كالهواء والذبذبات قد لا نستطيع رؤيتها أو الإحساس بها لكنها موجودة حتما"
وتحدث عن أمن الناس مختلفون في وجود الروح وهى النفس من عدمها فقال :
"الجدل حول الروح ضارب في القدم، تناوله الفلاسفة ورجال الدين والعلماء لآلاف السنين ما بين مؤمن بوجود الروح وآخر جاحد لها مكذب بها كليا، ولكل من الفريقان حججه وأدلته التي لا تتعدى أطار الفرضيات والنظريات التي هي أقرب إلى الخيال وأبعد ما تكون عن المنهج العلمي السليم "
وكرر الحديث عن أن الطبيب الأمريكى أراد إثبات وجود الروح علميا عن طريق وزنها فقال :
"لكن الطبيب الأمريكي دانكن ماكدوغال (Duncan MacDougall) قرر الذهاب إلى ابعد من ذلك الجدل اللفظي العقيم وصمم على إماطة اللثام عن حقيقة الروح عن طريق التجربة والبرهان لكن كيف سيفعل ذلك؟ وما هو السبيل إلى إدراك ما لا يمكن إدراكه؟!
- "سأقوم بوزن الروح البشرية" قال الطبيب ماكدوغال بهدوء وثقة مخاطبا عددا من زملاءه وأصدقاءه خلال إحدى السهرات الاجتماعية المقامة في منزل احد أطباء مدينة هافر هيل الأمريكية في عام 1907
- "لكن كيف ستفعل ذلك هل ستضعها على كفة ميزان؟! " تسأل أحد الحاضرين بسخرية بينما ارتفعت من هنا وهناك بعض القهقهات الخافتة والضحكات المكتومة
- "بإمكانكم السخرية كما تشاءون" رد الطبيب ماكدوغال وقد احمرت وجنتاه غضبا ثم أردف بحزم وهو ينتصب قائما ليغادر: "نعم أيها السادة هذا بالضبط ما انوي فعله سأضع الروح على كفة ميزان""
ماذا فعل الطبيب لكى يثبت وجود الروح عن طريق القياس هذا ما تحدث عنه العطار فقال :
"سخرية المجتمع الطبي من فكرة ماكدوغال لم تفت في عضده ولا ثنته عما كان ينوي فعله وقد زاد من عزيمته وإصراره تطوع أربعة أطباء شباب لمساعدته بعد أن شرح لهم فكرته بأسلوب مبسط:
- " يجب أولا الحصول على أشخاص مصابين بأمراض عضال في مرحلة متأخرة من المرض لا ينفع معها العلاج وميئوس من شفائهم أي أنهم يحتضرون وسيموتون لا محالة خلال فترة قصيرة سنعتني بهم جيدا وفي ساعاتهم الأخيرة سنقوم بقياس أوزانهم بدقة ثم ننتظر مفارقتهم الحياة لنقوم بوزنهم مرة أخرى، والفرق بين الوزنين سيكون هو وزن الروح التي غادرت الجسد توا"
يا لها من خطة "عبقرية"!! التجربة بأكملها قائمة على معادلة رياضية غاية في البساطة:
وزن المريض قبل الموت - وزن المريض بعد الموت = وزن الروح البشرية"
بالطبع تجربة ممكنة ولكنها قد تحتاج لسنوات انتظارا لموتهم وقد يموتون والأطباء غير موجودين ومن ثم يكون القياس خاطىء بعدها عندما يأتون
وتحدث عن ان الطبيب قام بصناعة ميزان دقيق لاثبات تجربة القياس فقال :
"لكن وضع هذه الفكرة أو المعادلة حيز التنفيذ لم يكن بنفس البساطة فقد توجب أولا الحصول على ميزان يكون في غاية الدقة، وهذا الأمر لم يكن سهلا في ذلك الزمان، فلا تنسى عزيزي القارئ بأننا نتكلم عن عام 1907، حيث لم تكن التكنولوجيا متطورة كما هو الحال عليه اليوم لهذا قام الطبيب ماكدوغال بتصميم وصناعة ميزانه الخاص الذي كان بإمكانه قياس الأوزان بدقة تصل إلى عشر الأونصة (3 غرامات)، وكان هذا الميزان العملاق يتألف من كفتين معدنيتين ضخمتين يوضع في إحداهما المريض وسريره وفي الأخرى توضع أوزان معدنية مساوية لوزن الكفة الأولى ثم تتم مراقبة الميزان باستمرار لملاحظة وتسجيل أي اختلاف يطرأ على توازن الكفتين بالنسبة للمرضى"
وتحدث عن أن الموتى كانوا كثرة في زمن الطبيب ومن ثم حصل على العديد من المرضى الذين ماتوا فيما بعد فقال :
" فلم يكن من الصعب على الأطباء مثل ماكدوغال وزملاءه الحصول على أشخاص يحتضرون في ذلك الزمان، فالأمراض والأوبئة كالسل والحمى الصفراء كانت متفشية آنذاك، وبسبب عدم توفر المضادات الحيوية والعلاجات المناسبة فقد كانت احتمالات شفاء المصابين ضئيلة جدا، كانوا في الحقيقة يعتبرون حالات ميئوس منها وغالبا ما كانوا ينبذون في المصحات والمستشفيات بانتظار مفارقتهم الحياة، وبالطبع لم يكن من الصعب أقناع بعض أولئك المساكين اليائسين من الخضوع للتجارب مقابل الحصول على العناية والرعاية الطبية"
وذكر العطار ما قاله الطبيب عما حدث مع ميزانه والمرضى فقال :
"أول تجارب ماكدوغال وزملاءه كانت مع رجل مصاب بمرض السل، وارى من الصواب هنا أن اترك الطبيب ماكدوغال يحدثكم بنفسه عن تلك التجربة كما وصفها لأحد صحفيي جريدة الـ "نيويورك تايمز" في 11 آذار / مارس عام 1907:
"أنا وأربعة أطباء آخرين تحت أشرافي قمنا بأجراء التجربة الأولى على مريض محتضر بمرض السل (كان مرضا قاتلا آنذاك)، هذا الرجل كان نموذجا للمزاج الأمريكي الشائع، لم يكن شديد الاضطراب ولا مطبوعا على البرودة واللامبالاة قمنا بوضعه قبل ساعات قليلة من وفاته على كفة الميزان الذي قمت أنا بتصميمه وصناعته والذي ضبطنا توازنه بشكل دقيق وبعد أربعة ساعات وبتواجد خمسة أطباء في الغرفة مات ذلك الرجل وفي اللحظة التي فارق فيها الحياة هبطت الكفة المقابلة من الميزان بصورة مفاجئة وبشكل مثير للدهشة كأنما هناك شيء ما تم رفعه من جسد ذلك الرجل دفعة واحدة""