- إنضم
- 3/7/21
- المشاركات
- 24,553
- الحلول
- 11
- مستوى التفاعل
- 1,271
- النقاط
- 113
- العمر
- 54
- الإقامة
- سوهاج
- الجنس
- ذكر
مِن الأمثِلة الشَّهيرة على التَّصحيف
أنَّ رَجُلاً يُدعى تُوما الحَكيم، كان أبوهُ طبيباً ماهراً
ذو معرفةٍ واسعة بالطبِّ، فَلمَّا تُوفِّي الأب أخذَ توما كُتَبَه
وقرَّرَ أن يمتَهِن مهنة أبيه وذلك بأن يُعالِج النَّاسَ من الكُتب.
ولَم يَكن على درايةٍ بذلك العلم.
وكان قَد وَقَع التَّصحيفُ في بعضِ الكتب،
إذ تصَحَّفَت كلمةُ ( حبَّة) إلى (حيَّة)
فقرأ: الحيَّة السَّوداء شفاءٌ مِن كلِّ داء.
فماتَ بِسبَبِهِ خَلقٌ كثير.
وفيهِ قال الشَّاعر:
يَظنُّ الغَمَرُ أنَّ الكُتبَ تَهدي
أخا فَهمٍ لإدراكِ العُلومِ
وما يَدري الجَهول بأنَّ فيها
غَوامضُ حيَّرت عَقل الفهيمِ
إذا رُمتَ العُلومَ بغيرِ شَيخٍ
ضَللتَ عنِ الصِّراطِ المُستقيم
وتَلتَبسُ الأمورُ عليكَ حتَّى
تكونُ أضلُّ مِن تُوما الحَكيم
أمَّا عنِ التَّصحيفِ فهُوَ: تَغيير ٌفي نُقطِ الحروف أو حرَكاتِها
مع بقاءِ صُورة الخَط، ويكونُ في الأحرف المتشابهة الرسم
مثل الباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء، والصاد والضاد وما ماثل ذلك.
وهو غيرُ التحريف (وإن كان المتقدمين يعدونهما شيئاً واحداً) .
فالتَّحريف هُوَ: العدولُ بالشيء عن جهته،
وَقَدْ يَكُوْن بالزِّيادةِ فِيْهِ، أو النَّقصِ مِنْهُ،
وَقَدْ يَكُوْن بتبديل بعض حروفه،
وَقَدْ يَكُوْن بجعله عَلَى غَيْر المراد مِنْهُ فالتحريف أعمُّ مِن التَّصحيف .
وعندما كثر التصحيف والتحريف بَيْنَ الناس شرع الحُفَّاظ من أهل الْحَدِيْث بتصنيف كتُب: (التصحيف والتحريف) وكتُب (المؤتلف والمختلف) ، وهذا الفن فن يحتاج الدِّقة والفَهم واليقظة، قالَ ابن الصَّلاَحِ: ” هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحُذاق مِن الحُفَّاظ“.
منقول
أنَّ رَجُلاً يُدعى تُوما الحَكيم، كان أبوهُ طبيباً ماهراً
ذو معرفةٍ واسعة بالطبِّ، فَلمَّا تُوفِّي الأب أخذَ توما كُتَبَه
وقرَّرَ أن يمتَهِن مهنة أبيه وذلك بأن يُعالِج النَّاسَ من الكُتب.
ولَم يَكن على درايةٍ بذلك العلم.
وكان قَد وَقَع التَّصحيفُ في بعضِ الكتب،
إذ تصَحَّفَت كلمةُ ( حبَّة) إلى (حيَّة)
فقرأ: الحيَّة السَّوداء شفاءٌ مِن كلِّ داء.
فماتَ بِسبَبِهِ خَلقٌ كثير.
وفيهِ قال الشَّاعر:
يَظنُّ الغَمَرُ أنَّ الكُتبَ تَهدي
أخا فَهمٍ لإدراكِ العُلومِ
وما يَدري الجَهول بأنَّ فيها
غَوامضُ حيَّرت عَقل الفهيمِ
إذا رُمتَ العُلومَ بغيرِ شَيخٍ
ضَللتَ عنِ الصِّراطِ المُستقيم
وتَلتَبسُ الأمورُ عليكَ حتَّى
تكونُ أضلُّ مِن تُوما الحَكيم
أمَّا عنِ التَّصحيفِ فهُوَ: تَغيير ٌفي نُقطِ الحروف أو حرَكاتِها
مع بقاءِ صُورة الخَط، ويكونُ في الأحرف المتشابهة الرسم
مثل الباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء، والصاد والضاد وما ماثل ذلك.
وهو غيرُ التحريف (وإن كان المتقدمين يعدونهما شيئاً واحداً) .
فالتَّحريف هُوَ: العدولُ بالشيء عن جهته،
وَقَدْ يَكُوْن بالزِّيادةِ فِيْهِ، أو النَّقصِ مِنْهُ،
وَقَدْ يَكُوْن بتبديل بعض حروفه،
وَقَدْ يَكُوْن بجعله عَلَى غَيْر المراد مِنْهُ فالتحريف أعمُّ مِن التَّصحيف .
وعندما كثر التصحيف والتحريف بَيْنَ الناس شرع الحُفَّاظ من أهل الْحَدِيْث بتصنيف كتُب: (التصحيف والتحريف) وكتُب (المؤتلف والمختلف) ، وهذا الفن فن يحتاج الدِّقة والفَهم واليقظة، قالَ ابن الصَّلاَحِ: ” هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحُذاق مِن الحُفَّاظ“.
منقول