- إنضم
- 3/7/21
- المشاركات
- 25,455
- الحلول
- 11
- مستوى التفاعل
- 1,437
- النقاط
- 113
- العمر
- 54
- الإقامة
- سوهاج
- الجنس
- ذكر
اُمْرُؤُ القَيْس ...الملك الضليل :
ولد جندح الكندي الذي اشتهر بلقب امرئ القيس في الجاهلية في مطلع القرن 5 الميلادي ،
في نجد بمرات عاصمة مملكة أبيه ، ونشأ مترفا لأبيه حجر بن الحارث،
الذي كان ملك مملكة كندة العربية ،
بينما كانت أمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية
أخت كليب ملك التغلبيين والشاعر الزير سالم المهلهل
، حيث ورث امرؤ القيس البراعة الشعرية من خاله.
ويُعد أمريء القيس من أشهر شعراء العرب على الإطلاق
وأبرزهم في التاريخ ووصف بأنه أشعر العرب ،
وهو صاحب أشهر معلقة من المعلقات العربية ،
و كان يعدّ من عشّاق العرب،
ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد العنزية
التي قال فيها في معلّقته الشهيرة، ومنها:
أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
لكن امرأ القيس لم يرث من أبيه وخاله كليب سيماء الملوك،
فقد استهواه شعر الغزل الصريح والتشبيب بالنساء ومخالطة الصعاليك
، و كان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية،
وهو من أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشعر إلى مخادع النساء،
سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكًا خالف فيه تقاليد البيئة،
فاتخذ لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك .
ما جلب عليه نقمة أبيه،
فطرده إلى موطن قبيلته في دمون الواقعة بمدينة الهجرين اليمنية التاريخية، ليبقى في دمون الحضرمية سنوات قبل أن تستهويه حياة الترحال، ويعيش عابثا متنقلا مع أصحابه خلف اللهو والطرب و الغارة و السلب و القصص الغرامية .
لم تدم حياة اللهو التي عاشها امرؤ القيس ، ابتدأت مرحلة جديدة في حياته بعد أن ثار بنو أسد على والده وقتلوه، فجاءه الخبر بينما كان جالسًا يشرب الخمر فقال كلمته الشهيرة: «رحم الله أبي، ضيعني صغيرًا، وحملني دمه كبيرًا. لا صحو اليوم ولا سُكْرَ غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر»،
وقرر أن يثأر لأبيه ويستعيد حكم كندة وفارق الخمر واللهو، وجمع أنصاره، وحشد قبائل أخواله بكر وتغلب، وعاد امرؤ القيس إلى اليمن، وطلب مددا من قومه، وجمع من قبائل حمير ومذحج نفرا، وأمده الملك ذي جذن الحميري بمدد قاده ليقاتل بني أسد، و قتل سيدهم عمرو بن الأشقر .
رفض الشاعر الجاهلي عرض الصلح والفدية ما جعل حلفاءه من قبائل بكر وتغلب يتخاذلون عنه، بل واضطر امرؤ القيس لمواجهة المنذر ملك المناذرة في الحيرة بالعراق الذي استعان بكسرى ملك الفرس عليه، ما دعا امرؤ القيس أن يهيم مستنجدًا بالقبائل العربية دون جدوى فسُمي بالملك الضليل
لجأ امرؤ القيس إلى الروم أعداء الفرس التقليديين بعد نصيحة العرب الغساسنة ، وقصد القسطنطينية للقاء الإمبراطور جستينيان الأول، مع أحد رجال أبيه الشاعر الكبير عمرو بن قميئة، والتقى بالقيصر الذي رحب به؛ لكن قيل أنه انقلب عليه بعد وشاية.
سيّر قيصر مع امرئ القيس جيشا كثيفا فيهم جماعة من أبناء الملوك. فلما سار امرؤ القيس، قال الطماح (رجل أرسله بني أسد للوشاية بامرئ القيس) لقيصر إن امرأ القيس غوي عاهر، وقد ذكر أنه كان يراسل ابنتك ويواصلها، وقال فيها أشعارا أشهرها في العرب، فبعث إليه قيصر بحلة منسوجة بالذهب، مسمومة، وكتب إليه إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك، فالبسها واكتب إلي بخبرك من منزل منزل. فلبسها امرؤ القيس وسر بذلك، فأسرع فيه السم وسقط جلده .
فلما وصل إلى موضع من بلاد الروم يقال له أنقرة احتضر بها، بحسب رواية الجزري، وهناك ليقال
رب خطبة مسحنفره، وطعنة مثعنجره،
وجفنة متحيره، حلت بأرض أنقره
ورأى قبر امرأة من بنات ملوك الروم، وقد دفنت بجنب عسيب، وهو جبل، فقال
أجارتنا إن الخطوب تنوب
وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
ثم مات فدفن إلى جنب المرأة، فدفن هناك، وتقول مصادر تركية أن المكان الذي دفن فيه الشاعر الجاهلي يقع في تلة هيديرليك (جنوب شرق) العاصمة التركية.
منقول
ولد جندح الكندي الذي اشتهر بلقب امرئ القيس في الجاهلية في مطلع القرن 5 الميلادي ،
في نجد بمرات عاصمة مملكة أبيه ، ونشأ مترفا لأبيه حجر بن الحارث،
الذي كان ملك مملكة كندة العربية ،
بينما كانت أمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية
أخت كليب ملك التغلبيين والشاعر الزير سالم المهلهل
، حيث ورث امرؤ القيس البراعة الشعرية من خاله.
ويُعد أمريء القيس من أشهر شعراء العرب على الإطلاق
وأبرزهم في التاريخ ووصف بأنه أشعر العرب ،
وهو صاحب أشهر معلقة من المعلقات العربية ،
و كان يعدّ من عشّاق العرب،
ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد العنزية
التي قال فيها في معلّقته الشهيرة، ومنها:
أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
لكن امرأ القيس لم يرث من أبيه وخاله كليب سيماء الملوك،
فقد استهواه شعر الغزل الصريح والتشبيب بالنساء ومخالطة الصعاليك
، و كان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية،
وهو من أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشعر إلى مخادع النساء،
سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكًا خالف فيه تقاليد البيئة،
فاتخذ لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك .
ما جلب عليه نقمة أبيه،
فطرده إلى موطن قبيلته في دمون الواقعة بمدينة الهجرين اليمنية التاريخية، ليبقى في دمون الحضرمية سنوات قبل أن تستهويه حياة الترحال، ويعيش عابثا متنقلا مع أصحابه خلف اللهو والطرب و الغارة و السلب و القصص الغرامية .
لم تدم حياة اللهو التي عاشها امرؤ القيس ، ابتدأت مرحلة جديدة في حياته بعد أن ثار بنو أسد على والده وقتلوه، فجاءه الخبر بينما كان جالسًا يشرب الخمر فقال كلمته الشهيرة: «رحم الله أبي، ضيعني صغيرًا، وحملني دمه كبيرًا. لا صحو اليوم ولا سُكْرَ غدًا، اليوم خمر وغدًا أمر»،
وقرر أن يثأر لأبيه ويستعيد حكم كندة وفارق الخمر واللهو، وجمع أنصاره، وحشد قبائل أخواله بكر وتغلب، وعاد امرؤ القيس إلى اليمن، وطلب مددا من قومه، وجمع من قبائل حمير ومذحج نفرا، وأمده الملك ذي جذن الحميري بمدد قاده ليقاتل بني أسد، و قتل سيدهم عمرو بن الأشقر .
رفض الشاعر الجاهلي عرض الصلح والفدية ما جعل حلفاءه من قبائل بكر وتغلب يتخاذلون عنه، بل واضطر امرؤ القيس لمواجهة المنذر ملك المناذرة في الحيرة بالعراق الذي استعان بكسرى ملك الفرس عليه، ما دعا امرؤ القيس أن يهيم مستنجدًا بالقبائل العربية دون جدوى فسُمي بالملك الضليل
لجأ امرؤ القيس إلى الروم أعداء الفرس التقليديين بعد نصيحة العرب الغساسنة ، وقصد القسطنطينية للقاء الإمبراطور جستينيان الأول، مع أحد رجال أبيه الشاعر الكبير عمرو بن قميئة، والتقى بالقيصر الذي رحب به؛ لكن قيل أنه انقلب عليه بعد وشاية.
سيّر قيصر مع امرئ القيس جيشا كثيفا فيهم جماعة من أبناء الملوك. فلما سار امرؤ القيس، قال الطماح (رجل أرسله بني أسد للوشاية بامرئ القيس) لقيصر إن امرأ القيس غوي عاهر، وقد ذكر أنه كان يراسل ابنتك ويواصلها، وقال فيها أشعارا أشهرها في العرب، فبعث إليه قيصر بحلة منسوجة بالذهب، مسمومة، وكتب إليه إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك، فالبسها واكتب إلي بخبرك من منزل منزل. فلبسها امرؤ القيس وسر بذلك، فأسرع فيه السم وسقط جلده .
فلما وصل إلى موضع من بلاد الروم يقال له أنقرة احتضر بها، بحسب رواية الجزري، وهناك ليقال
رب خطبة مسحنفره، وطعنة مثعنجره،
وجفنة متحيره، حلت بأرض أنقره
ورأى قبر امرأة من بنات ملوك الروم، وقد دفنت بجنب عسيب، وهو جبل، فقال
أجارتنا إن الخطوب تنوب
وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
ثم مات فدفن إلى جنب المرأة، فدفن هناك، وتقول مصادر تركية أن المكان الذي دفن فيه الشاعر الجاهلي يقع في تلة هيديرليك (جنوب شرق) العاصمة التركية.
منقول