- إنضم
- 14 يوليو 2021
- المشاركات
- 1,070
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 38
غير متصل
نقد كتاب البيوتكنولوجيا والإسلام (التحكم الجيني أنموذجا)
نقد كتاب البيوتكنولوجيا والإسلام (التحكم الجيني أنموذجا)
الكتاب من تأليف نور الدين مختار الخادمي وهو يدور حول علم تقنية الحياة وهى تسمية لا أساس لها فلا وجود لمثل هذا التقنية وإنما المراد بها التدخل فى أنواع المخلوقات علاجا وتغييرا بهدف ما كزيادة الإنتاج
وقد تحدث الخادمى عن خطورة الموضوع فقال فى مقدمته:
"يعد موضوع (البيوتكنولوجيا والإسلام التحكم الجيني أنموذجا) من أهم وأعقد وأخطر الموضوعات المستجدة في العصرالحالي.
وهذا يعود إلى مسألتين:
(مسألة البيوتكنولوجيا باعتبارها شأنا علميا تخصصيا دقيقا ومتطورا ومتداخلا ومتشعبا، وباعتبار أهدافه ونتائجه المهمة والخطيرة، النافعة والضارة، على صعيد الصحة والعلاج والغذاء والاقتصاد والبيئة والبحث العلمي والكرامة وسائر الحقوق والقيم الإنسانية والحياتية بوجه عام.
(مسألة الإسلام باعتباره دينا سماويا خاتما وشاملا وصالحا لكل زمان ومكان، وما يتطلبه ذلك من تنزيل لقواعده وأصوله وأدلته للاجتهاد في مسألة البيوتكنولوجيا واستصدار حكمها الشرعي الفقهي.
وبناء على هذا، فقد شكل هذا الموضوع مطلبا حيويا حاضرا بكل قوة في مستويات كثيرة، منها المستوى العلمي والبحثي والدراسي، والذي يهدف إلى تبين حقيقته وضوابطه في ضوء الإسلام الذي يعد الدين الخاتم والموجه لكل الإنسانية، فضلا عن توجهه للمسلمين المنتمين إليه العاملين بأحكامه. ولذلك تتوجه أنظار المسلمين أفرادا ومؤسسات ودولا لمعرفة حكم الشرع الإسلامي في مسألة البيوتكنولوجيا، وفي مختلف مجالاتها وتطبيقاتها وتفرعاتها المختلفة.
كما تتوجه أحيانا أنظار غير المسلمين المهتمين بقضايا البيوتكنولوجيا لمعرفة موقف المسلمين، وذلك بغرض تشكيل الرأي العلمي العالمي الوفقي أو الاتفاقي إزاء هذه القضايا وتطوراتها والحق أن بيان هذا الحكم لا يعد أمرا سهلا وميسورا من الوهلة الأولى، وذلك للمسألتين المذكورتين: مسألة البيوتكنولوجيا وما تستوجبه من دراية دقيقة لحقيقتها وتطبيقاتها وتطوراتها، ومسألة الاجتهاد الإسلامي فيها وما يتطلبه من معرفة واسعة وعميقة لحقيقته وشروطه وأدواته.ولذا رأيت من المناسب بيان حقيقة كل من البيوتكنولوجيا والاجتهاد الإسلامي المعاصر."
وما قاله الرجل عن ترقب الكفار لموقف المسلمين فى المسألة أمر لا أساس به فنحن نعطى أنفسنا أهمية لا مبرر لها مع هزائمنا وتخلفنا وحتى عصياننا لديننا
وتحدث عن حقيقة البيوتكنولوجيا وكلامه ينم عن أن من اخترعوه أنفسهم لا يقدرون على تعريفه وهو قوله:
"حقيقة البيوتكنولوجيا
البيوتكنولوجيا مصطلح علمي مستحدث ومعقد ومتطور ومتداخل مع عدة فنون ومعارف علمية وطبية وصناعية وزراعية وفلسفية وأخلاقية ودينية. وميدانه العالم كله بمختلف أديانه ومذاهبه وأنظمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والنتائج فيه غير متناهية وغير محصورة، والتجارب فيه متراكمة ومتداخلة وقد تزاحم فيه الخير والشر، الصلاح والفساد، النفع والضرر.
بل يمكن أن نقول: إن البيوتكنولوجيا مصطلح علمي عالمي عولمي، فهو علمي لأنه يعنى بعلم البيوتكنولوجيا وتطبيقاتها التقنية وعالمي لأنه محل اهتمام العالم كله وعولمي لارتباطه الوثيق بعولمة العالم، إذ يعد التطور التكنولوجي والمعلوماتي والبيولوجي أحد أذرعة العولمة وإحدى واجهاتها الكبرى التي تتخذها عدة دوائر عالمية عولمية ذريعة لتحقيق أغراضها وتدعيم نفوذها في المجموعة الدولية.
ولذلك كله ظلت البيوتكنولوجيا محورا معرفيا وجدليا في دوائر مختلفة، علمية وقانونية وشرعية وفلسفية وأخلاقية وسياسية وإعلامية .. ، ولا تزال التعاملات والتفاعلات إزاءه قائمة على أشدها، ولا تزال كذلك تداعياته ومآلاته بارزة ومؤثرة على صعد حياتية كثيرة، الأمر الذي أدى بغالبية الجماهير والشعوب والهيئات والدول إلى التنادي بضرورة التصحيح والترشيد والضبط والسيطرة."
ورغم ضخامة كلمات الخادمى فكلها للأسف تهويل وتضخيم لشىء أساسا موجود منذ وجد الإنسان وقد استعمله الناس فى حياتهم فى الزراعة والصناعة مثل الخميرة ومثل تطعيم توع من الشجر بنوع أخر وزيادة إنتاج النوع من خلال التلقيح الصناعى وهو تلقيح يتدخل فيه الإنسان
وعرف البيوتكنولوجيا فقال :
"تعريف البيوتكنولوجيا
عبارة (البيوتكنولوجيا) تتكون من الكلمات التالية: (بيو)، و (تكنولوجيا). ويراد بكلمة (بيو) الحياة، ويراد بكلمة (تكنولوجيا) علم التقنية، فيكون المراد الإجمالي لعبارة (البيوتكنولوجيا) التقنية في مجالات علم الحياة أو هي "تقانات حيوية تهدف إلى كيفية تسخير معارف العلوم الحياتية وتطبيقاتها في الكائنات الحية بطرق صناعية وتكنولوجية" أو هي التقنيات والتكنيكات أو الوسائل العملية للتحكم في الجينات أو هي مجموعة من التقنيات والمناهج والوسائل العملية المطبقة في المجال الحيوي والجيني والوراثي، أو هي باختصار شديد التطبيق التقني لقدرات الكائنات الحية
وقد تعرف أحيانا البيوتكنولوجيا بأنها التطبيق التقني للهندسة الوراثية، غير أن بعض العلماء فرقوا بينهما تفريقا دقيقا وذلك باعتبار كون الهندسة الوراثية تفترق عن البيوتكنولوجيا من جهة الاتصال الوثيق بالإنسان، ومن جهة الدقة الفنية والدقة في الهدف، أي أن الهندسة الوراثية تطلق على التطبيق التقني الوراثي في المجال الإنساني الذي ينبغي أن تكون فيه الدقة الفنية موجودة، وكذلك مراعاة الدقة والإنسانية والقيمية في الهدف والمآل. وعليه، فقد قيل بأن الهندسة الوراثية أخص من البيوتكنولوجيا، وذلك لالتصاقها بالإنسان "
وكل هذا كلام تضخيمى لا يعنى لنا شيئا لأنه كان موجودا فى عصور البشرية القديمة حتى ذكروا فى التاريخ الجاهلى نوع من الجماع المحرم حيث كان الرجل يختارا رجلا فيه صفات جسمية تعجبه كالقوة والضخامة ويأتى بها ليجامع زوجته حتى تنجب ابنا قويا
وتحدث عن مجالات العلم فقال :
"مجالات البيوتكنولوجيا
هذه المجالات كثيرة، منها: التغيير الجيني في النبات، وهندسة الحيوانات وراثيا، واستنساخ الأعضاء البشرية، وإنتاج سلالات جديدة من الكائنات الدقيقة، والعلاج الجيني، وفك الجينوم البشري، والاستنساخ "
هذا الكلام معظمه لا حقيقة له فلا وجود للاستنتساخ ولا للعلاج الوراثى ولا حتى للخريطة الوراثية المزعومة حيث بدئوها بحوالى مائة ألف ثم سبعين ثم خمسين ثم ثلاثين ألف مورثة وهم لألان لا يعرفون حقيقة المورثات وكل مال يصدر هو كتب نظرية والتجارب المزعومة كلها لم يشاهدها الناس وإنما هى تجارب فقط تعلن دون أن يكون لها أثر واقعى وإن صدقت أحيانا فمآلها إلى الفشل خاصة فى تلقيح أنواع الحيوانات
إنها فقاعات تظهر فى المجلات والكتب وتنتهى لتشغل الناس عن الفساد والظلم العالمى مثل النعجة دوللى فلم نعد نسمع عن تلك الاختبارات او الفقاعات شىء لأنها فى النهاية اشتغالات مخابراتية أو من القوة الخفية التى تحكم العالم تصدر لتعطى أمل كاذب للناس فى حياة أفضل
وتحدث عن الفتاوى فى تلك المسائل فقال :
"حقيقة الاجتهاد الإسلامي المعاصر:
يراد بكلمة الاجتهاد بذل الجهد لمعرفة الحكم. ويراد بكلمة الإسلامي، الحكم أو النظر المستمد من الدين الإسلامي. ويراد بالمعاصر، الأمر الواقع في العصر الحالي، ومعنى العبارة كلها (الاجتهاد الإسلامي المعاصر) بذل الجهد من قبل العلماء والفقهاء لاستخراج الأحكام الإسلامية في قضايا العصر انطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية والقواعد والمقاصد العامة.
ومن السمات البارزة للاجتهاد الإسلامي المعاصر كونه اجتهادا جماعيا ومتخصصا ومؤسسيا، أي أنه اجتهاد يتولاه جماعة من العلماء (في شكل المجامع والهيئات والمؤسسات الفقهية)، وأنه اجتهاد يقوم به المتخصصون في علوم الشريعة بالاستعانة بالعلماء والخبراء في المجالات العلمية الإنسانية والحيوية والطبية والبيئية وغيرها من المجالات المتصلة بالاجتهاد الشرعي.
والاجتهاد بهذه السمات يجعل الإسلام إطارا مرجعيا لمختلف القضايا والحوادث المستجدة في كل عصر ومصر، وذلك لأنه يحقق خصائص خاتمية الإسلام وشموليته وواقعيته وصلاحيته لكل زمان ومكان، وذلك من خلال الجمع بين تطبيق الأدلة الشرعية الخاصة والجزئية، وبين القواعد والأصول والمقاصد العامة. وهذا هو السر البالغ في جعل الإسلام دينا خاتما لكل الأديان والشرائع.
قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} وقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وقال تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} "
ثم تحدث عن الحكم الشرعة فى تلك المسائل فقال:
"الحكم الشرعي للبيوتكنولوجيا
يتعذر في البداية إصدار حكم شرعي نهائي وتفصيلي للبيوتكنولجيا، وذلك لأنها تتطور باستمرار ولأن مجالاتها متنوعة ومتداخلة، ولأن بعض تجاربها ونتائجها غير محسومة وغير واضحة، غير أنه يمكن إصدار حكم عام ومبدئي بحسب شروط وضوابط معينة، ثم يقع بيان الأحكام التفصيلية بحسب المجالات والاستخدامات.
الحكم الشرعي العام والمبدئي للبيوتكنولوجيا
الأصل في البيوتكنولوجيا الإباحة والجواز، إذا كانت نافعة ومفيدة للإنسان والبيئة وإذا لم تؤد إلى الفساد والضرر في الصحة والكرامة والحقوق الإنسانية والقيم والفضائل الأخلاقية، وهذا الحكم (الإباحة والجواز) قد يصير حراما إذا أدت البيوتكنولوجيا إلى الضرر والفساد، وقد يكون واجبا إذا كانت مصلحة الأمة في تقدمها وقوتها ونهضتها تتوقف عليها."
وما قاله الرجل عن الأصل فى الأمور هو الإباحة هو خبل لا دليل عليه من الوحى فالأصل الحل والحرمة معا فأول الدين لا إله إلا الله اشتمل على مباح وهو عبادة الله ومحرم وهو عبادة غيره
ثم ذكرا قرارا لأحد المجامع الفقهية وهو قرار عام لا يفصل شىء ولكنه قرار حكيم فقال :
"وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي بجدة القرار الفقهي التالي: "يجوز شرعا الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات والحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد"
والأدلة على هذا كثيرة جدا، ومنها:
_ النصوص الشرعية الداعية إلى التعلم والنظر والبحث في حقيقة الكون ونواميسه وسننه. ومن ذلك قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} وقوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم
_ النصوص الشرعية الداعية إلى تناول المباحات والطيبات التي سخرها الله للناس جميعا. قال تعالى: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} ومن ذلك تسخير الحيوانات والكائنات الدقيقة لإجراء التجارب عليها واستخلاص الفوائد منها بشرط عدم الإضرار بها وبالإنسانية وبالمحيط.
_ القواعد والمبادئ الشرعية التي أقرت جلب المصالح وإبعاد المفاسد وإزالة الأضرار وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والعرض والمال، والتي أقرت الوسائل المشروعة المؤدية إلى مقاصدها المعتبرة، وتعرف هذه القاعدة بقاعدة (الوسائل لها أحكام المقاصد)، وبقاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب). ومفاد قاعدة (الوسائل لها أحكام المقاصد) أن البيوتكنولوجيا تكون وسيلة لجلب المنافع للناس، كمنافع الصحة والبيئة السليمة والغذاء الكافي وتطور الأبحاث وتنامي النهضة، وهكذا. فإذا كانت هذه المنافع لا تحصل إلا باستخدام التقنية في المجال الحيوي، فإن هذه التقنية تكون في حكم المنافع نفسها. ومن القواعد الشرعية العامة أيضا، قاعدة (تصرف الرعي على الرعية منوط بالمصلحة)."
ويتبقى شىء فى المسألة وهو أن ما يعرض على الفقهاء هو كلام والحقيقة قد تكون عكسه والمفترض مشاهدة تلك التجارب ومتابعتها للبت فى حلها أو حرمتها
وتحدث عن ضوابط العلم فقال:
"ضوابط البيوتكنولوجيا
تتجمع هذه الضوابط ضمن الضوابط التالية:
-المساس بالثوابت الدينية وبالقيم الأخلاقية جاء في القاعدة (الضرر يزال).
- أن تكون الاستفادة واقعة في مجال الطيبات لا الخبائث قال تعالى:
" ويحرم عليهم الخبائث"
- أن تكون مفيدة ونافعة وصادقة وليست عبثية وفوضوية وكبريائية وذريعة للاستغلال والاحتكار والهيمنة، وأن يكون النفع فيها أكبر من الفساد، وأن لا يفوت نفعا أكبر أو مساويا له، وأن لا يؤدي إزالة الضرر الموجود إلى ضرر أشد. وذلك طبقا للقاعدة الشرعية (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، وقاعدة (يختار أهون الشرين)، وقاعدة (الأمور بمقاصدها).
-أن تدعو إليها ضرورة أو حاجة، فإذا كان النفع يحصل بالطرق التقليدية المأمونة فيقدم عليها."
وبالقطع هذا كلام نظرى فلا يمكن لعلماء التقنية الحيوية معرفة الضرر لأن هناك اضرار لا تظهر نتائجها إلا بعد عشرات السنين ولا يمكن الوقوف على خبث أو عبثية التقنية من تكرارها عشرات المرات
وقد سبق لشركات الأدوية صناعة أدوية لم تظهر آثارها الجانبية إلا بعد عقود كالأدوية التى يقال أنها السبب فى تشوه الأجنة وولادتهم بأعضاء ناقصة أو زائدة
الغريب أن قبل صناعة تلك الأدوية ودون أن يأخذ الناس أى أدوية تواجدت تلك الحالات المشوهة عبر تاريخ الإنسان
ومن ثم فلا يمكن أن يوجد شىء مؤكد فى هذه العلوم
الكتاب من تأليف نور الدين مختار الخادمي وهو يدور حول علم تقنية الحياة وهى تسمية لا أساس لها فلا وجود لمثل هذا التقنية وإنما المراد بها التدخل فى أنواع المخلوقات علاجا وتغييرا بهدف ما كزيادة الإنتاج
وقد تحدث الخادمى عن خطورة الموضوع فقال فى مقدمته:
"يعد موضوع (البيوتكنولوجيا والإسلام التحكم الجيني أنموذجا) من أهم وأعقد وأخطر الموضوعات المستجدة في العصرالحالي.
وهذا يعود إلى مسألتين:
(مسألة البيوتكنولوجيا باعتبارها شأنا علميا تخصصيا دقيقا ومتطورا ومتداخلا ومتشعبا، وباعتبار أهدافه ونتائجه المهمة والخطيرة، النافعة والضارة، على صعيد الصحة والعلاج والغذاء والاقتصاد والبيئة والبحث العلمي والكرامة وسائر الحقوق والقيم الإنسانية والحياتية بوجه عام.
(مسألة الإسلام باعتباره دينا سماويا خاتما وشاملا وصالحا لكل زمان ومكان، وما يتطلبه ذلك من تنزيل لقواعده وأصوله وأدلته للاجتهاد في مسألة البيوتكنولوجيا واستصدار حكمها الشرعي الفقهي.
وبناء على هذا، فقد شكل هذا الموضوع مطلبا حيويا حاضرا بكل قوة في مستويات كثيرة، منها المستوى العلمي والبحثي والدراسي، والذي يهدف إلى تبين حقيقته وضوابطه في ضوء الإسلام الذي يعد الدين الخاتم والموجه لكل الإنسانية، فضلا عن توجهه للمسلمين المنتمين إليه العاملين بأحكامه. ولذلك تتوجه أنظار المسلمين أفرادا ومؤسسات ودولا لمعرفة حكم الشرع الإسلامي في مسألة البيوتكنولوجيا، وفي مختلف مجالاتها وتطبيقاتها وتفرعاتها المختلفة.
كما تتوجه أحيانا أنظار غير المسلمين المهتمين بقضايا البيوتكنولوجيا لمعرفة موقف المسلمين، وذلك بغرض تشكيل الرأي العلمي العالمي الوفقي أو الاتفاقي إزاء هذه القضايا وتطوراتها والحق أن بيان هذا الحكم لا يعد أمرا سهلا وميسورا من الوهلة الأولى، وذلك للمسألتين المذكورتين: مسألة البيوتكنولوجيا وما تستوجبه من دراية دقيقة لحقيقتها وتطبيقاتها وتطوراتها، ومسألة الاجتهاد الإسلامي فيها وما يتطلبه من معرفة واسعة وعميقة لحقيقته وشروطه وأدواته.ولذا رأيت من المناسب بيان حقيقة كل من البيوتكنولوجيا والاجتهاد الإسلامي المعاصر."
وما قاله الرجل عن ترقب الكفار لموقف المسلمين فى المسألة أمر لا أساس به فنحن نعطى أنفسنا أهمية لا مبرر لها مع هزائمنا وتخلفنا وحتى عصياننا لديننا
وتحدث عن حقيقة البيوتكنولوجيا وكلامه ينم عن أن من اخترعوه أنفسهم لا يقدرون على تعريفه وهو قوله:
"حقيقة البيوتكنولوجيا
البيوتكنولوجيا مصطلح علمي مستحدث ومعقد ومتطور ومتداخل مع عدة فنون ومعارف علمية وطبية وصناعية وزراعية وفلسفية وأخلاقية ودينية. وميدانه العالم كله بمختلف أديانه ومذاهبه وأنظمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والنتائج فيه غير متناهية وغير محصورة، والتجارب فيه متراكمة ومتداخلة وقد تزاحم فيه الخير والشر، الصلاح والفساد، النفع والضرر.
بل يمكن أن نقول: إن البيوتكنولوجيا مصطلح علمي عالمي عولمي، فهو علمي لأنه يعنى بعلم البيوتكنولوجيا وتطبيقاتها التقنية وعالمي لأنه محل اهتمام العالم كله وعولمي لارتباطه الوثيق بعولمة العالم، إذ يعد التطور التكنولوجي والمعلوماتي والبيولوجي أحد أذرعة العولمة وإحدى واجهاتها الكبرى التي تتخذها عدة دوائر عالمية عولمية ذريعة لتحقيق أغراضها وتدعيم نفوذها في المجموعة الدولية.
ولذلك كله ظلت البيوتكنولوجيا محورا معرفيا وجدليا في دوائر مختلفة، علمية وقانونية وشرعية وفلسفية وأخلاقية وسياسية وإعلامية .. ، ولا تزال التعاملات والتفاعلات إزاءه قائمة على أشدها، ولا تزال كذلك تداعياته ومآلاته بارزة ومؤثرة على صعد حياتية كثيرة، الأمر الذي أدى بغالبية الجماهير والشعوب والهيئات والدول إلى التنادي بضرورة التصحيح والترشيد والضبط والسيطرة."
ورغم ضخامة كلمات الخادمى فكلها للأسف تهويل وتضخيم لشىء أساسا موجود منذ وجد الإنسان وقد استعمله الناس فى حياتهم فى الزراعة والصناعة مثل الخميرة ومثل تطعيم توع من الشجر بنوع أخر وزيادة إنتاج النوع من خلال التلقيح الصناعى وهو تلقيح يتدخل فيه الإنسان
وعرف البيوتكنولوجيا فقال :
"تعريف البيوتكنولوجيا
عبارة (البيوتكنولوجيا) تتكون من الكلمات التالية: (بيو)، و (تكنولوجيا). ويراد بكلمة (بيو) الحياة، ويراد بكلمة (تكنولوجيا) علم التقنية، فيكون المراد الإجمالي لعبارة (البيوتكنولوجيا) التقنية في مجالات علم الحياة أو هي "تقانات حيوية تهدف إلى كيفية تسخير معارف العلوم الحياتية وتطبيقاتها في الكائنات الحية بطرق صناعية وتكنولوجية" أو هي التقنيات والتكنيكات أو الوسائل العملية للتحكم في الجينات أو هي مجموعة من التقنيات والمناهج والوسائل العملية المطبقة في المجال الحيوي والجيني والوراثي، أو هي باختصار شديد التطبيق التقني لقدرات الكائنات الحية
وقد تعرف أحيانا البيوتكنولوجيا بأنها التطبيق التقني للهندسة الوراثية، غير أن بعض العلماء فرقوا بينهما تفريقا دقيقا وذلك باعتبار كون الهندسة الوراثية تفترق عن البيوتكنولوجيا من جهة الاتصال الوثيق بالإنسان، ومن جهة الدقة الفنية والدقة في الهدف، أي أن الهندسة الوراثية تطلق على التطبيق التقني الوراثي في المجال الإنساني الذي ينبغي أن تكون فيه الدقة الفنية موجودة، وكذلك مراعاة الدقة والإنسانية والقيمية في الهدف والمآل. وعليه، فقد قيل بأن الهندسة الوراثية أخص من البيوتكنولوجيا، وذلك لالتصاقها بالإنسان "
وكل هذا كلام تضخيمى لا يعنى لنا شيئا لأنه كان موجودا فى عصور البشرية القديمة حتى ذكروا فى التاريخ الجاهلى نوع من الجماع المحرم حيث كان الرجل يختارا رجلا فيه صفات جسمية تعجبه كالقوة والضخامة ويأتى بها ليجامع زوجته حتى تنجب ابنا قويا
وتحدث عن مجالات العلم فقال :
"مجالات البيوتكنولوجيا
هذه المجالات كثيرة، منها: التغيير الجيني في النبات، وهندسة الحيوانات وراثيا، واستنساخ الأعضاء البشرية، وإنتاج سلالات جديدة من الكائنات الدقيقة، والعلاج الجيني، وفك الجينوم البشري، والاستنساخ "
هذا الكلام معظمه لا حقيقة له فلا وجود للاستنتساخ ولا للعلاج الوراثى ولا حتى للخريطة الوراثية المزعومة حيث بدئوها بحوالى مائة ألف ثم سبعين ثم خمسين ثم ثلاثين ألف مورثة وهم لألان لا يعرفون حقيقة المورثات وكل مال يصدر هو كتب نظرية والتجارب المزعومة كلها لم يشاهدها الناس وإنما هى تجارب فقط تعلن دون أن يكون لها أثر واقعى وإن صدقت أحيانا فمآلها إلى الفشل خاصة فى تلقيح أنواع الحيوانات
إنها فقاعات تظهر فى المجلات والكتب وتنتهى لتشغل الناس عن الفساد والظلم العالمى مثل النعجة دوللى فلم نعد نسمع عن تلك الاختبارات او الفقاعات شىء لأنها فى النهاية اشتغالات مخابراتية أو من القوة الخفية التى تحكم العالم تصدر لتعطى أمل كاذب للناس فى حياة أفضل
وتحدث عن الفتاوى فى تلك المسائل فقال :
"حقيقة الاجتهاد الإسلامي المعاصر:
يراد بكلمة الاجتهاد بذل الجهد لمعرفة الحكم. ويراد بكلمة الإسلامي، الحكم أو النظر المستمد من الدين الإسلامي. ويراد بالمعاصر، الأمر الواقع في العصر الحالي، ومعنى العبارة كلها (الاجتهاد الإسلامي المعاصر) بذل الجهد من قبل العلماء والفقهاء لاستخراج الأحكام الإسلامية في قضايا العصر انطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية والقواعد والمقاصد العامة.
ومن السمات البارزة للاجتهاد الإسلامي المعاصر كونه اجتهادا جماعيا ومتخصصا ومؤسسيا، أي أنه اجتهاد يتولاه جماعة من العلماء (في شكل المجامع والهيئات والمؤسسات الفقهية)، وأنه اجتهاد يقوم به المتخصصون في علوم الشريعة بالاستعانة بالعلماء والخبراء في المجالات العلمية الإنسانية والحيوية والطبية والبيئية وغيرها من المجالات المتصلة بالاجتهاد الشرعي.
والاجتهاد بهذه السمات يجعل الإسلام إطارا مرجعيا لمختلف القضايا والحوادث المستجدة في كل عصر ومصر، وذلك لأنه يحقق خصائص خاتمية الإسلام وشموليته وواقعيته وصلاحيته لكل زمان ومكان، وذلك من خلال الجمع بين تطبيق الأدلة الشرعية الخاصة والجزئية، وبين القواعد والأصول والمقاصد العامة. وهذا هو السر البالغ في جعل الإسلام دينا خاتما لكل الأديان والشرائع.
قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} وقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وقال تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} "
ثم تحدث عن الحكم الشرعة فى تلك المسائل فقال:
"الحكم الشرعي للبيوتكنولوجيا
يتعذر في البداية إصدار حكم شرعي نهائي وتفصيلي للبيوتكنولجيا، وذلك لأنها تتطور باستمرار ولأن مجالاتها متنوعة ومتداخلة، ولأن بعض تجاربها ونتائجها غير محسومة وغير واضحة، غير أنه يمكن إصدار حكم عام ومبدئي بحسب شروط وضوابط معينة، ثم يقع بيان الأحكام التفصيلية بحسب المجالات والاستخدامات.
الحكم الشرعي العام والمبدئي للبيوتكنولوجيا
الأصل في البيوتكنولوجيا الإباحة والجواز، إذا كانت نافعة ومفيدة للإنسان والبيئة وإذا لم تؤد إلى الفساد والضرر في الصحة والكرامة والحقوق الإنسانية والقيم والفضائل الأخلاقية، وهذا الحكم (الإباحة والجواز) قد يصير حراما إذا أدت البيوتكنولوجيا إلى الضرر والفساد، وقد يكون واجبا إذا كانت مصلحة الأمة في تقدمها وقوتها ونهضتها تتوقف عليها."
وما قاله الرجل عن الأصل فى الأمور هو الإباحة هو خبل لا دليل عليه من الوحى فالأصل الحل والحرمة معا فأول الدين لا إله إلا الله اشتمل على مباح وهو عبادة الله ومحرم وهو عبادة غيره
ثم ذكرا قرارا لأحد المجامع الفقهية وهو قرار عام لا يفصل شىء ولكنه قرار حكيم فقال :
"وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي بجدة القرار الفقهي التالي: "يجوز شرعا الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات والحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد"
والأدلة على هذا كثيرة جدا، ومنها:
_ النصوص الشرعية الداعية إلى التعلم والنظر والبحث في حقيقة الكون ونواميسه وسننه. ومن ذلك قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} وقوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم
_ النصوص الشرعية الداعية إلى تناول المباحات والطيبات التي سخرها الله للناس جميعا. قال تعالى: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} ومن ذلك تسخير الحيوانات والكائنات الدقيقة لإجراء التجارب عليها واستخلاص الفوائد منها بشرط عدم الإضرار بها وبالإنسانية وبالمحيط.
_ القواعد والمبادئ الشرعية التي أقرت جلب المصالح وإبعاد المفاسد وإزالة الأضرار وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والعرض والمال، والتي أقرت الوسائل المشروعة المؤدية إلى مقاصدها المعتبرة، وتعرف هذه القاعدة بقاعدة (الوسائل لها أحكام المقاصد)، وبقاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب). ومفاد قاعدة (الوسائل لها أحكام المقاصد) أن البيوتكنولوجيا تكون وسيلة لجلب المنافع للناس، كمنافع الصحة والبيئة السليمة والغذاء الكافي وتطور الأبحاث وتنامي النهضة، وهكذا. فإذا كانت هذه المنافع لا تحصل إلا باستخدام التقنية في المجال الحيوي، فإن هذه التقنية تكون في حكم المنافع نفسها. ومن القواعد الشرعية العامة أيضا، قاعدة (تصرف الرعي على الرعية منوط بالمصلحة)."
ويتبقى شىء فى المسألة وهو أن ما يعرض على الفقهاء هو كلام والحقيقة قد تكون عكسه والمفترض مشاهدة تلك التجارب ومتابعتها للبت فى حلها أو حرمتها
وتحدث عن ضوابط العلم فقال:
"ضوابط البيوتكنولوجيا
تتجمع هذه الضوابط ضمن الضوابط التالية:
-المساس بالثوابت الدينية وبالقيم الأخلاقية جاء في القاعدة (الضرر يزال).
- أن تكون الاستفادة واقعة في مجال الطيبات لا الخبائث قال تعالى:
" ويحرم عليهم الخبائث"
- أن تكون مفيدة ونافعة وصادقة وليست عبثية وفوضوية وكبريائية وذريعة للاستغلال والاحتكار والهيمنة، وأن يكون النفع فيها أكبر من الفساد، وأن لا يفوت نفعا أكبر أو مساويا له، وأن لا يؤدي إزالة الضرر الموجود إلى ضرر أشد. وذلك طبقا للقاعدة الشرعية (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، وقاعدة (يختار أهون الشرين)، وقاعدة (الأمور بمقاصدها).
-أن تدعو إليها ضرورة أو حاجة، فإذا كان النفع يحصل بالطرق التقليدية المأمونة فيقدم عليها."
وبالقطع هذا كلام نظرى فلا يمكن لعلماء التقنية الحيوية معرفة الضرر لأن هناك اضرار لا تظهر نتائجها إلا بعد عشرات السنين ولا يمكن الوقوف على خبث أو عبثية التقنية من تكرارها عشرات المرات
وقد سبق لشركات الأدوية صناعة أدوية لم تظهر آثارها الجانبية إلا بعد عقود كالأدوية التى يقال أنها السبب فى تشوه الأجنة وولادتهم بأعضاء ناقصة أو زائدة
الغريب أن قبل صناعة تلك الأدوية ودون أن يأخذ الناس أى أدوية تواجدت تلك الحالات المشوهة عبر تاريخ الإنسان
ومن ثم فلا يمكن أن يوجد شىء مؤكد فى هذه العلوم
اسم الموضوع : نقد كتاب البيوتكنولوجيا والإسلام (التحكم الجيني أنموذجا)
|
المصدر : المنتدى الإسلامى العام